قضايا و حوادث سليمان: استفزّه ثم وجّه لــه طعنة قاتلة
شهد حي بوثور من معتمدية سليمان مؤخرا وقوع جريمة قتل ذهب ضحيتها شابّ في العقد الثاني من العمر بعد ان تلقى طعنة بواسطة سلاح أبيض وجهت له من قبل شاب من ذوي السوابق العدلية وهو محل تفتيش لعدة وحدات أمنية.
الجريمة اهتزّ لصداها كل من له معرفة بالطرفين خاصة وانهما من منطقة واحدة وتجمعهما بعض المعرفة لكنهما يختلفان في السيرة والطّباع.
أخبار الجمهورية انتقلت على عين المكان وزارت منزل الفقيد اين التقت بوالدته منيرة التي لا تزال متأثرة أشدّ التأثر بالفاجعة ورغم حالتها النفسية فقد سردت علينا كل ملابسات الحادثة.
الضحية يدعى ايمن الفرجاني وعمره 23 سنة يعمل مع والده المقاول في البناء وهو أكبر اشقائه.
استفزاز قديم تجدّد
تقول محدثتنا:«القاتل معروف ببطشه وتطالوه على الجميع واعتداءاته على كل الأشخاص بمختلف فئاتهم العمرية وهو تاجر في بيع الخمر خلسة وقد حاول منذ سنتين اعتراض ابني والاعتداء عليه داخل مقهى الحي لكن لم يتمكن من ذلك بعد ان قاومه ابني واسقطه أرضا ووجّه له لكمة قوية خلفت له كسرا في أنفه فاغتاظ لذك وتوعّده بردّ الفعل وهدّده بالقتل، وفور علمي بهذه الخصومة طلبت من ابني العمل على تفاديه واتصلت بالمعتدي ورجوته قطع اي اتصال بابني وعدم التخاطب معه.
حقد دفين
لم اكن أتصوّر ان المعتدي يكنّ العداء لابني وانه يتحين الفرصة لرد الاعتبار له بعد التهكّم الذي لاقاه من الذين كانوا داخل المقهى وهو الذي يعتبر نفسه انه «زعيم» المنطقة ولا يشقّ له غبار، هذا ما أكدت عليه والدة الفقيد لتضيف قائلة:«طوال المدة التي سبقت حادثة القتل وأنا أراقب ابني وأؤكّد عليه بعد الجلوس مع ذوي الشبهات وتوظيف كامل أوقاته للعمل مع والده لكن لم أكن اتوقّع ان اتكون نهايته بتلك الطريقة التي لن تغيب صورها ولن تندمل جراحها مادمت حية في لحظات قطفت مني زهرة حياتي التي سهرت الليالي للعناية بها لكن غدر الآخر اقتلعها بكلّ وحشيّة من بستان حياتي...».
لحظات للحبّ الجارف... لحظات للوداع الأخير
يوم الحادثة تناول الغداء معي وحلق ذقنه واستحم ولبس افخر الثياب وطلب مني استدعاء أطفال الأجوار لمداعبتهم واللعب معهم، ثم ناداني وضمني اليه بقوّة وحاول تقبيل رأسي، اقشعر جسدي لهذا المشهد غير المعتاد من ابني فصحت في وجهه متسائلة: «آشبيك أيمن تتصرّف هكّا؟» هذا ما ذكرته الخالة منيرة عن آخر اللحظات مع ابنها لتضيف: «بعد ذلك توجه الى شقيقته أماني وطلب منها الجلوس اليه قائلا:«خلّيني معك بالك هذه آخر مرّة تشوفني فيها» ثم احتضنها وقبلها بكل قوّة، وهذه الأخيرة أصيبت بصدمة قوية بعد وفاته وهي الآن تباشر علاجا نفسيا وقد علمت بعد وفاته انه قبل يومين من ذلك اوصى أعزّ اصدقائه للعناية بي وبشقيقته.
الاعتداء...
على بعد خمس مائة متر من المنزل وبعد دقائق قليلة من مغادرته له حصل الاعتداء الغاشم حيث كان ابني برفقة جمع من أصدقائه عندما اعترضه المعتدي وبدأ في استفزازه بعبارات منافية للأخلاق فذهب اليه ابني ومسكه من كتفيه قائلا له:«برّا ابعدني آش تحبّ منّي بالضبط؟» في هذه اللحظة احتضنه المعتدي وذهب في ظنّ اصدقاء ابني انه قبّله طالبا منه الاعتذار لكن اغتنم القاتل تلك اللحظة ليتمكّن من اخراج سكين كانت مخفية بين طيات ثيابه ليوجه بها طعنة واحدة استقرّت في الرئة ليسقط ابني غارقا في بركة من الدماء ويتحصن المعتدي بالفرار ورغم محاولات اصدقائه نقله بسرعة لإسعافه بمستشفى سليمان فانّه فارق الحياة في الطريق.. هذا ما ذكرته لنا والدة المرحوم أيمن حول ملابسات حادثة القتل أوردناها على لسانها في انتظار الانتهاء من الأبحاث الأمنية التي عهدت لفرقة الشرطة العدلية بقرمبالية ولنا عودة لذلك.
خميس اليزيدي